في سكنات الليل الهادىء, وعلى شعاع النجم الامع, ومن ضفاف البحر الهائج,
رُسمت بخاطري عبرات وآهات , على مساحات من هذه الأمة الباركة, من هذه البقعة الطاهرة الصامدة على الآواء وعلى الجوع وعلى الحصار الغاصب, هذه الأرض
التي يسكن فيها ما يقارب المليون والنصف من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال,
الذين انقطعت عنهم جميع سبل المعونات وعلى مرئى ومسمع هذه الأمة التي يقارب
عددها المليار مسلم , وأنا أرى أن هذا مصداق حديث رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم
أننا غثا كغثا السيل.
ومع هذا الحصار الغاشم على إخواننا , وعلى تجبر اليهود وقهرهم على هذه الثلة المباركة التي صدقت ما عاهدت عليهُ الله, ولا نزكي على الله أحداً.
ومع صمت هذا العالم كله على الظلم الكبير, الذي لا يعرف لا الإنسانية ولا الحرية
ولا الدمقراطية التي يدعون لها ويحثون إليها.
ونحن مع هذا كله نرى من هم من جلدتنا وعلى ألسننا وينسبون إلى هذا الدين الحنيف,
يتحدثون ويحثون ويدعون إلى هذا الفكر العلماني وإلى الحرية الزائفة والإنسانية التافهة,آهٍ ثم آهٍ ثم آهٍ, أسال الله أن يرد كيدهم ونبرأ منهم يوم أن نلقاه.
وأحث المسلمين بالدعاء والجهاد بالمال والنفس , وتعليم جيل هذه الأمة على التفائل
وعلى أننا سوف نقاتل اليهود وننتصر عليهم, مهما وإن طال الزمن, فوالله وتالله النصر
لنا كما قال لنا حبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في معنى الحديث(( لتقاتلن
اليهود وليقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبدالله هذه يهوديٌ خلفي فتعال فأقتله إلا شجر الغرقد فإنه من شجر اليهود)).
هذه المبشرات التي بشرنا بها نبينا محمدٍ عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم,التي هي مصدر عزتنا وتفائلنا فلا نيئس ولا نحزن ونحن أعلى وأعظم شأناَ منهم يوم القيامة,
فليكن الله بعون إخواننا في غزة الصامدة , وليكن الله بعوننا بأن نصلح أنفسنا وأولادنا
وجيل هذه الأمة القادم بقوةٍ, بعز عزيزٍ أو بذل ذليلٍ ,عزاً يعز الله به الإسلام والمسلمين وذلاً يذل الله به الكفر والمشركين, بإذن الله العزيز القوي.